أصدر المركز الإعلامي لقوّات سوريا الديمقراطية اليوم الجمعة، بياناً كتابياً، أعلنت فيه انتهاء عملية "صاعقة الجزيرة" وبدء مرحلة العمليات الأمنية المركزة، جاء في نصه:
"لقد أطلقت قواتنا في التاسع والعشرون من شهر كانون الأول 2022، وبمشاركة قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا والتحالف الدولي ضد داعش عملية صاعقة الجزيرة؛ لملاحقة خلايا تنظيم داعش الإرهابي المتخفية في المناطق الصحراوية والمناطق السكنية ومزارع المدنيين بأسماء حركية وهمية، مستفيدة من الظروف الإنسانية التي توفرها قواتنا والإدارة الذاتية للنازحين والمهجرين من مناطق الحرب السورية، حيث استمرت العملية ثمانية أيام، واستهدفت تمشيط 55 قرية ومزرعة في الهول وتل حميس وتل براك، إضافة إلى بعض الأهداف المركزة في البلدات الثلاث، وكذلك مساحات واسعة من الحدود السورية – العراقية، وحققت العديد من النتائج الملموسة، وفيما يلي حقائق العملية:
الضرورات الآنية:
كان من المخطط أن تُنفذ العملية في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، لكنها أُجّلت بسبب هجمات العدوان التركي وانشغال قواتنا بالتصدي لها.
استغل التنظيم الإرهابي الهجمات الأخيرة التي منحته مساحة من الدعم، وحاول تعزيز قدرته في التحرّك في المناطق الصحراوية القريبة من الحدود السورية – العراقية والتمركز في المناطق السكنية وبشكل خاص في الهول وتل حميس وتل براك، حيث تمّ تجهيز العديد من الآليات المفخخة وتخزين الأسلحة والذخيرة في سياق التحضير للعمليات الإرهابية المحتملة، حيث صادرت قوّاتنا خلال الفترة الماضية كميات كبيرة منها، وأفشلت العديد من الهجمات التي كان انطلاقها من تلك المناطق.
جهزت خلايا التنظيم الإرهابي آليات مفخخة في سياق الهجوم على سجن الصناعة في كانون الثاني/ يناير 2022، حيث تمّ تفجيرها في بوابة السجن، حيث ألقت قوات عملية صاعقة الجزيرة القبض على ثلاثة مرتزقة شاركوا في تأمين الدعم اللوجستي وتجهيز الآليات المفخخة لعناصر داعش المهاجمين على سجن الصناعة، وكانوا يتخذون من الهول وتل حميس مخبأُ لهم.
خططت خلايا التنظيم لهجمات عديدة كانت ستستهدف مناطق القامشلي والحسكة، خلال احتفالات الأهالي بأعياد الميلاد وعيد رأس السنة، حيث شكلت عملية صاعقة الجزيرة ضربة استباقية ومباغتة أفشلت الهجمات المحتملة وألقت القبض على المخططين لها، وجرت الاحتفالات في وضع آمن وسليم بشكل كبير.
إلى جانب ملاحقة خلايا التنظيم الإرهابي، اعتقلت قوّات العملية العديد من المجرمين الذين شاركوا في عمليات إجرامية، استهدفت سكان المنطقة ووجهاءها، من عمليات خطف وسلب وابتزاز مالي، حيث ثبت تورط جهات معادية في إدارة تلك العمليات الإجرامية.
الضرورات الاستراتيجية (طويلة المدى):
تعتبر عملية صاعقة الجزيرة استمراراً للكفاح العسكري التي تقوده قواتنا في مواجهة خلايا تنظيم داعش الإرهابي، وهي تأتي ضمن خطة وجدول تمّ وضعه وفق الضرورة القصوى، وتركزت في مناطق الهول وتل حميس وتل براك؛ بسبب محاولة بعض الخلايا الإرهابية ابتزاز السكان لفرض أيديولوجية التطرف عليهم واستقطاب عناصر جديدة، عبر توجيه رسائل وخطاب إعلامي يعتمد على الغلو الديني، وساعدهم في ذلك بعض الشخصيات المنحرفة المعادية للإدارة الذاتية، حيث تمّ إلقاء القبض عليهم وتفكيك شبكات للتجنيد بما فيها شبكات تجنيد الصغار والمراهقين.
سير ونتائج العملية:
انطلقت العملية في عدّة محاور وتركزت، خلال الساعات الأولى، على اعتقال العناصر المطلوبة الخطرة لتنظيم داعش الإرهابي، حيث تمكنت القوّات المشتركة من تحقيق نتائج فورية واعتقال العديد من المرتزقة الذين شاركوا في هجمات عديدة وكذلك عدد من الأشخاص الذين قاموا بتسيير العميات الإرهابية.
ومن ثمّ توسّع نطاق العملية، لتشمل تنفيذ حملات تمشيط للقرى والمناطق التي تحركت فيها الخلايا الإرهابية وحاولت الفرار من أعين القوّات المشتركة للعملية، حيث تمّ إفشال محاولاتهم تلك، كما دمرت القوّات الكثير من النقاط والأوكار التي خصصتها خلايا التنظيم لإخفاء تحركات عناصره وأسلحته، حيث ضبطت القوات كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة وكذلك أوراقاً ثبوتية وألبسة عسكرية غير مصرح بها، كانت خلايا التنظيم الإرهابي تستخدمها في التخفي والتمويه.
كما وصلت القوّات المشتركة في عملية صاعقة الجزيرة إلى الحدود السورية – العراقية، ومشّطت أجزاء كبيرة منه، جنوب وشرق بلدة الهول؛ بحثاً عن أوكار محتملة لخلايا التنظيم الإرهابي.
خلال عمليات التمشيط ومداهمة الأوكار الإرهابية ألقت قوّاتنا القبض على 154 عنصراً مطلوباً للقضاء، شاركوا في تخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية، وكذلك عناصر قاموا بتسيير عمليات التنظيم الإرهابي وآخرين ارتكبوا أعمال إجرامية مختلفة بحقّ الأهالي، وتوزعت وفق ما يلي:
أ- عدد عناصر خلايا تنظيم داعش الإرهابي والمشتبهين بهم الذين أُلقي القبض عليهم: 102 عنصراً، من ضمنهم ثلاثة مرتزقة شاركوا في إعداد وإيصال العربات المفخخة إلى خلايا التنظيم ممن هاجموا سجن الصناعة في كانون الثاني يناير 2022.
ب- عدد الأشخاص الذين تورطوا في توفير الدعم لخلايا التنظيم الإرهابي، بما فيه الدعم اللوجستي والدعائي: 27 شخصاً.
ت- عدد الأشخاص الذين تورطوا في أعمال إجرامية ضد الأهالي، بما فيها حالات النهب والاختطاف والابتزاز المالي: 25 شخصاً.
ختاماً، إننا في القوّات المشتركة في عملية صاعقة الجزيرة، نثمّن عالياً مواقف أهلنا في مناطق تل حميس وتل براك والهول الذين قدموا الدعم والمساندة اللازمة لقواتنا، وكذلك وجهاء وشيوخ العشائر الذين رفعوا صوتهم في وجه عبث خلايا داعش الإرهابية، وساندوا قوّاتنا في كافة مراحل العملية، ونعلن انتهاء حملة التمشيط لعملية صاعقة الجزيرة، حيث ستواصل قواتنا كفاحها وملاحقة الخلايا الإرهابية من خلال عمليات أمنية مركّزة حسب الضرورة".